وصف المطر عند امرئ القيس

نوع المستند : ملخصات الرسائل.

المؤلف

کلية الآداب جامعة أسوان

المستخلص

کانت الطبيعة توأم روح" امرئ القيس "حتى اصبحت جزءا من ذاته تأملها ملياً فأدرک خفاياها وفتحت له قلبها فعرف أسرارها ،وحلت من قلبه مکاناً وسعيا فتغنى بها.
لقد رأى السحاب فتحدث عن الرعد والبرق والمطر، وجلس يتأملها من المعارف الجغرافية التى يتضمنها الوصف وکان مسقطها منازل قومه في بنى أسد، فالبرق يلمع وسط سحب متراکمة مستديرة کلمع اليدين أو کمصباح راهب أمال الزيت على فتيله، أما عن المطر فقد اقتلع سيله الأشجار الضخمة العالية ، وأصبح جبل"ثبير" حين غطاه الماء الکثير کشيخ متدثر متزمل في غطاء مخطط، کما اغرق السباع واحتملها مقلوبة کأنها جذور بصل برى، وإتجه الى صحراء " الغٌبيط" فأحال هذا الوادى الى روضة تغرد فيها الطيور کأنها سکارى.
أما عن ليل "إمرؤ القيس " فقد استخدم الشاعر لهجة مهذبة في تعامله- بحرص شديد- مع الليل. فها هو يناجيه ويخاطبه بلغة التمنى والرجاء،إذ يعکس من خلال واقع الليل ألام المغترب النفسية، فيصور ليله بأبعاده المترامية کالبحر بأمواجه العاتية ويظهر الشاعر نفسه من موقع المفعولية الهزيلة المنسحبة، وکأنما اختفت الذات الفاعلة، ويظل الشاعر يتنقل من مشهد السيل والمطر ويداعب مخيلته مشهد الليل فيعود أدراجه مرة اخرى.
أما عن ليل "الأعشى " فهو يصيبه بنفس الغنى، فنراه أيضاً يعرج على البرق، فيتوقف عند تصويره إياه استکمالاً للوحة الليل. وليل "عنترة " فهو أسود يشبه لون عبوديته ،فهذا السواد ربطه الشاعر برحيل محبوبته ، وکان الليل شاهداً على ذلک .
أما عن معلقة "طرفة " فقد تحول الليل من شخص يصارع . وقد تحول إلى طرف إيجابى ويقاوم بشراسة المعتد بنفسه وقوته، وظل مترنحاً بين ظلام الليل. وأخيراً تأتى صورة النهار بشکل عام على أنّه البعد الأخر المناقض لليل والذى يتمنى الشاعر الوصول إليه.

الموضوعات الرئيسية