ولفرد أون وتحطيم الصورة الرومانتيکية للجندي: قراءة تأريخانية جديدة

الملخص العربي:

هذا البحث يقدم دراسة تحليلية لقصيدتين من شعر الحرب للشاعر الأيرلندي ولفرد أون مستخدما الأسلوب التحليلي لمدرسة التاريخانية الجديد. تعد قصائد ولفرد أون عن الحرب العالمية الأولي من أهم ما أنتجته القريحة الأدبية البريطانية في کتابة شعر الحرب الواقعي استنادا للتجربة والمعايشة وبعيدا عن شعارات الشوفينية والقومية المتضخمة. بالإضافة لذلک فقد عمد أون في شعره المصور للحرب على الاستناد للواقعية الشديدة والتي أدت لتحطيم الصورة الرومانسية الأسطورية للجندي. فقبل الحرب العالمية الأولى کانت القصائد تصور الجندي على إنه أسطورة نبيلة، يمثل قيم التضحية والفداء فهو المخلص والفادي و يشبه انصاف الآلهة الإغريق الذين يقودون أوطانهم للتحرر ويموتون من أجل مهمة عظيمة ولا تبدر منهم أى بادرة شکوى أو امتعاض ولا تظهر عليهم علامات التأثر بأهوال الحرب ولا امتعاض من حصاد الموت لأرواحهم. وکرست الآلة الإعلامية للحرب لخلق صورة للجندي تشبه صورة المسيح المخلص والفادي. فمثلما رضي المسيح بالعذاب على الصليب من أجل خلاص شعبه يرضي الجندي بعذابه من أجل وطنه.

لکن أون والذي کان ضابطا في الجيش البريطاني وأحد شعراء الخنادق کان له رأيا آخر وتصويرا مختلفا للجندي. فقد صُدِم أون بصورة الحرب في القرن العشرين: الأسلحة والدبابات، والمدافع ، والخنادق القذرة ،وبشاعة الحياة فيها بلا مياه ولا استحمام ولا طعام ساخن ولا نظافة، والقصف المستمر والخطر الداهم وحالة العجز التي يعيشها الجنود في ظل هذه الظروف وهشاشة الجسد البشري في مواجهة القذائف والرصاص والشظايا والغازات السامة.

تعتمد الدراسة على تکنيکات التاريخانية الجديدة في تحليل النصوص لذلک يقدم البحث تحليلا لملصقات الدعاية الحکومية، ولحکايات الجنود الناجين من الحرب، ومذکرات الشاعر، ومقالات من الجرائد والمجلات.