إشكالية الإرهاب

نوع المستند : ملخصات الرسائل.

المؤلف

معهد البحوث والدراسات الأفريقية ودول حوض النيل

المستخلص

من خلال استقراء المعاجم العربية القديمة نجد أنها قد خلت من كلمة (إرهاب)، وهي كلمة أقرها المجمع اللغوي فكلمة الإرهاب من الأصل الرباعي أَرْهَبَ بمعنى خوَّفه وأفزعه '' أرهب شخصًا بالتَّهديد والوعيد''. ومنها يُرهب، إرهابًا، مُرهِب، والمفعول مُرهَب، ويقال أرهب فلان فلانا أي خوفه و أفزعه، و هو نفس المعنى الذى يدل عليه الفعل المضعف (رهب) أما الفعل المجرد من نفس المادة و هو (رهب) يرهب رهبة ورهبا فيعنى خاف، فيقال رهب الشيء رهبا ورهبة أي خافه، أما الفعل المزيد بالتاء (ترهب) فيعنى انقطع للعبادة في صومعته، ويشتق منه الراهب و الرهبانية. الخ، وكذلك يستعمل الفعل ترهب بمعنى توعد إذا كان متعديا فيقال: ترهب فلانا: أي توعده، وكذلك تستعمل اللغة العربية صيغة (استفعل) من نفس المادة فتقول استرهب فلانا أي أرهبه “وقد وردت كلمة رهبة بمعان عدة في القران الكريم منها الخوف في قوله تعالي :( يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم واوفوا بعهدي أوف بعهدكم، وإياي فارهبون).

ومن ناحية أخرى إن الإرهاب لفظ قرآني له معنى مزدوج، الخوف من الله والخوف من الإنسان، الأول معنى إيجابي لأن الخوف من الله يؤدى إلى التقوى والالتزام بتعاليمه التي ارسلها في الكتب السماوية مثل التوراة، (وفى نسختها هدى ورحمة للذين هم لربهم يرهبون) والإرهاب من الله يدفع إلى الوفاء بالعهد والالتزام بالوعد والحفاظ على المواثيق، (وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإياي فارهبون)

أما المعنى الثاني وهو إرهاب الإنسان للإنسان، فلما كانت العلاقات بين البشر صراع قوى، يرهب القوى الضعيف، والظالم المظلوم، كما فعل رجال فرعون بالناس، (واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم)

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية