التقديم والتأخير عند علماء المعاني

نوع المستند : ملخصات الرسائل.

المؤلف

كلية الآداب، جامعة أسوان، أسوان

المستخلص

يعد التقديم والتأخير متغيراً أسلوبياً في اللغة؛ لأنه عدول عن القاعدة العامة وذلك بتحويل الألفاظ عن مواقعها الأصلية لغرض يتطلبه المقام، فهو من الأركان التي يقوم عليها علم المعاني، لما له من وثيق الصلة بقصد المتكلم، وحال المخاطب، والمقام الذي يلقى فيه الكلام، والتقديم والتأخير البلاغي وثيق الصلة بقرينة الرتبة في النحو، ولكنه لا يمس الرتبة المحفوظة، لأنها محفوظة لا تختلف عليها الأساليب، فعبد القاهر الجرجاني أكسب التقديم والتأخير نظرة جديدة وبعدا أسمى، وحوله من الدرس النحوي إلى الدرس البلاغي، وشمل عنده وحدة الموضوع، بعد أن كان يدرس بصورة متفرقة في كتب الذين سبقوه، أو كان ينظر إليه على أساس أنه يؤدي إلى التعقيد المعنوي للكلام، ومن المعلوم أن البلاغة تستند إلى الأساس النحوي ولا تنفصل عنه، وتعد سلامة الأساس النحوي واستقامته شرطا واجب التحقق لإقامة الدرس البلاغي؛ لأن البلاغة هي مطابقة الكلام لمقتضى الحال مع فصاحته، وإنّ تقديم جزء من الكلام أو تأخيره لا يرد اعتباطا في نظم الكلام وتأليفه، وإنما يكون عملا مقصودا يقتضيه دقة غرض بلاغي أو داع من دواعيه، تُبيح للمتكلم التوسع لإبراز الملكة التي يمتلكها في سياقات مختلفة، وفيها من الشجاعة ما يُمكنه من مخالفة مظهر من مظاهر وقرائن المعنى دون خشية اللبس واعتمادا على قرائن أخرى تفي بالغرض.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية