فإنَّ الشريعة الإسلامية بَيَّنت الحقّ النافع , و جاءت بكل خير وسعادة , ومِن خيرها : الحثّ على حُسن معاملة الناس كافَّة , والحَضّ على البر والتقوى , وهذه الشِّرعة السمحة بَيّنتْ كيفية التعامل مع الناس عامّة من المسلمين وغيرهم , وأظهر الإسلام أنَّ معاملة أهل الكتاب تكون بالعدل والإحسان إليهم , وعدم الإساءة لهم ؛ فقد أجاز الإسلام الأكل من طعامهم الحلال , ومشاركتهم في الأفراح والأحزان إذا خلا ذلك من المحاذير , كما أنه لا حرج في زيارتهم والزواج منهم , وقبول هديتهم , والبيع والشراء معهم وغيرها من المعاملات الشرعية , وقدوتنا في ذلك هو الإمام الأعظم والنبي الأكرم رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلقد كان رحمة للعالمين , وأسوة للمتقين .
ومِن هذا المنطلق , واستخلاصًا لِما سبق فإنني استعنتُ بالله الكريم , واستشرتُ أهل الفضل والعلم والاختصاص في بيان تعريف أهل الكتاب , ومَن المعنيون بهم سائلاً ربي الودود أن يُعين ويُيسر , ويرزقني القبول والرشاد, والهداية والسداد والتوفيق لكل خير, وأن يجعل هذا البحث نَفْعه يعمّ العالمين .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين, والحمد لله رب العالمين.
)
View on SCiNiTO